-I مفاهيـم عامـة
-1-I البيئـة
-1-1-I مفهوم البيئـة
2-1-I أنواع البيئـة
-2-I المحيـط
-1-2-I مفهوم المحيـط
-2-2-I الفرق بين المحيـط و البيئـة
المقدمة:
يتحدد اقتصاد دولة ما بالتنمية, و تتحدد التنمية بالنمو و التطور التقني, و هذا راجع إلى بيئة المجتمعات, و بيئة أي مجتمع تتحدد بمدى قابليتها للتطوير داخليا و خارجيا, و مدى تأثيرها و تأثرها بالتقدم و التطور.
و على ضوء ذلك, فإن تنمية المجتمع ترجع أولاً و أخيراً إلى البيئة التي يعيش بداخلها, و لذلك فإن حالة البيئة تتحدد نتيجة لمدى اكتشافات و إبداعات الإنسان, و مدى تنميته و تقدمه في جميع العلوم المعرفة و استخداماته لموارد البيئة.
هذه الإبداعات المتطورة تفيد الإنسان و تؤثر عليه, و تكسبه معارف جديدة تمكنه من تحكم في بيئته, و تجعله يتأثر و يؤثر فيها. و من بين هذه الإبداعات نميز الإبداعات التكنولوجية, و التي تأخذ شكل منتجات جديدة و طرق إنتاجية جديدة, و استغلالها يكون عبر ممارسة نشاط البحث و التطوير وتطبيق الإبداع التكنولوجي في المؤسسات مهما كانت حجمها, و ذلك برصد و جمع الأفكار والمعارف المتاحة, و استغلالها في تطوير المجال الإنتاجي للمؤسسة, و كسب مزايا تنافسية مستمرة و كذا التأقلم و التكيف مع متغيرات البيئة.
و من هذا المنطلق نطرح الإشكالية التالية: "مـا هي المؤشـرات البيئية للإبـداع التكنولوجـي"؟
من هذه الإشكالية ننطلق إلى طرح بعض التساؤلات:
· ما هي أنواع البيئة ؟
· ما هي شروط تطوير الإبداع التكنولوجي في المؤسسة ؟
· ما هو دور الحوافز في تنمية قدرات الأفراد على الإبداع ؟
كما يمكننا طرح الفرضيات التالية:
· الطلب على الإبداعات التكنولوجية هو الدافع لخلقها.
· ليس لنظام المعلومات دور في خلق الإبداع التكنولوجي.
· الإبداع التكنولوجي هو نتيجة تظافر عدة عوامل في البيئة.
و للإجابة على هذه التساؤلات و إثبات صحة الفرضيات, قسمنا بحثنا هذا إلى ثلاث أقسام, بحيث نتطرق في القسم الأول إلى مفاهيم عامة, نستعرض من خلالها مفهوم البيئة و المحيط و نظام الإبداع التكنولوجي مع تحديد شروط تطوير هذا الأخير داخل المؤسسة و داخل الدولة على حدّ سواء.
أما في القسم الثاني, فنتطرق إلى المؤشرات البيئية للإبداع التكنولوجي و التي قسمناها إلى ثلاث عناصر: الظروف و المحيط, الإعلام و التسيير الفعال, الحوافز.
أما في القسم الأخير نستعرض بعض الأمثلة الواقعية عن تأثير المؤشرات البيئية و الإبداع التكنولوجي.
Iمفاهيم عامة:
تمهيد:
سنتناول في هذا الجزء الأول من البحث بعض المفردات و المصطلحات شائعة الاستعمال, و التي يجب تحديد مفهومها بدقة لتسيير فهم مضمونها و استعماله فيما بعد.
-1-I البيئـة:
-1-1-I مفهوم البيئـة:
كان ينظر إلى البيئة فيما مضى, من جوانبها الفيزيائية و البيولوجية, و لكن أصبح ينظر إليها الآن من جوانبها الاجتماعية و الإنسانية و الإقتصادية و الثقافية, فإذا كانت الجوانب البيولوجية و الفيزيائية تشكل الأساس الطبيعي للبيئة البشرية, فإن جوانبها الاجتماعية و الثقافية هي التي تحدد ما يحتاج إليه الإنسان من توجيهات و وسائل فكرية و تكنولوجية لفهم الموارد الطبيعية و استخدامها.
-2-1-I أنواع البيئـة:
يمكن التمييز بين أنواع البيئة, نذكر منها ما يلي:
-1عند الإداريين:
ينظر إلى البيئة على أنها المنظمة, و تؤدي أدوارها في محيط من البيئة تلتزم بنطاقها و تتقيد بحدودها, و تنقسم البيئة إلى نوعين أساسيين:
أ- البيئـة الداخلية: و تشمل النواحي التالية:
· الناحية الفنية و التكنولوجية: و تضم طرق العمل و الآلات المستخدمة في أدائه.
· التنظيم الرسمـي: و هو مجموعة القواعد و اللوائح و القوانين و التعليمات التي تضعها إدارة المنظمة, و التي تهدف إلى وضع نظام موحد يسير العمل بموجبه و يلتزم بحدوده.
ب- البيئة الخارجية: تنقسم البيئـة الخارجية إلى عدة أنواع:
· البيئة السياسية و الاقتصادية: بحيث لكل دولة نظام سياسي يحكمها, و يحدد هذا النظام السياسي نوع النظام الاقتصادي الذي يحكم ثروات المجتمع و يسيرها.
· البيئة الطبيعية أو المادية: تضم الخصائص الجغرافية لدولة ما بالإضافة إلى الثروات التي تمتلكها من ذهب و فحم و بترول ... الخ.
· البيئة الفنية أو التكنولوجيـة: و هي مجموعة الخبرات التي تبحث و تضيف إلى حصيلة المجتمع ما يمكن أن يستخدمه من اختراعات و إبداعات.
· البيئة التعليميـة: تتكون من مختلف المنشآت التعليمية التي تهدف إلى تعليم الفرد و تنمية مهاراته.
· البيئة النفسيـة: تضم الأفكار لدى الفرد ووجهات نظره وآماله و طموحه و عواطفه.
· البيئة الاجتماعيـة: و تمثل ثقافة مجتمع ما و تضم لغته, عاداته, تقاليده, و أنماط سلوكه.
-2 عند الاقتصادييـن:
لا يمكن تحديد البيئة إلا بالتحديد المسبق للنظام المعني ببحث بيئته, كذلك ينبغي أن نلاحظ أن البيئة و عناصرها تختلف باختلاف المستوى التجميعي الذي تنظر منه إلى النظام المراد دراسته (فرد, أسرة, دولة, مدينة, ...الخ). و كذلك باختلاف البعد الزمني.
و البيئة هي مجموعة العوامل المادية و غير المادية, الديناميكية, أو الستاتيكية التي تؤثر و تأثر بالنظام إيجابياً أو سلباً. ومن المنظور الاقتصادي نميز الأنواع التالية من البيئة:
أ- البيئـة الحيوية: و تضم كل من الغلاف الجوي, الغلاف المائي و الغلاف اليابس.
ب- البيئة الاجتماعية: و فيها تبرز مجموعة النظم الاجتماعية, السياسية, الثقافية, و الإدارية التي وضعها الإنسان لينظم بها سير مجتمعه, و يدير منها خلالها حياة عشيرته و علاقتها بالبيئة الحيوية.
ج- البيئة التكنولوجية: تتألف من كل ما أنشأه أو صنعه الإنسان و أقامه في حيز البيئة الحيوية: المدن, الطرق, المزارع, المصانع, وسائل المواصلات و غيرها. و هذه البيئة هي من صنع الإنسان و تقع تحت إدارته و تحكمه.
مما سبق يتضح أن البيئة بصفة عامة تنقسم إلى عنصريـن:
· العنصر الطبيعي: يقصد به الجوانب الفيزيقية و البيولوجية للبيئة و تفاعلاتها المتداخلة و ظواهرها الكلية, كما تشمل الثروات الطبيعية المتجددة (الزراعية, الغابات...) و غير المتجددة (المعادن والبترول).
· عنصر البيئة: و هو مفهوم أشمل, إذ يشمل العناصر البيولوجية و المادية للبيئة, بالإضافة إلى العنصر الصناعي أو المستحدث, و يشمل العوامل الإجتماعية حيث تبرز مجموعة النظم الاجتماعية, السياسية, الاقتصادية, الثقافية و الإدارية التي وضعها الإنسان لينظم حياته و يدير من خلالها نشاطه و علاقته الإجتماعية بمجموعة العناصر التي يتكون منها الوسط الطبيعي, كما يشمل الاختراعات و الابتكارات التي وضعها الإنسان للسيطرة على الطبيعة و كذا كافة نشاطات الإنسان التي يمارسها في بيئته.
-2-I المحيـطContexte :البيئـة:Environnement
-1-2-I تعريف المحيـط:
هي مجموعة من الظروف التي لها علاقة بظاهرة ما, و هو مجموعة شروط توافرها لتواجد أمر أو ظاهرة معينة (منظمة ما, إنسان ما ... )
-2-1-I الفرق بين المحيط و البيئة:
إن البيئة هي مفهوم أشمل من المحيط, بحيث أن المحيط هو شروط تواجد ظاهرة ما في حين البيئة مجموعة من المؤثرات و العوامل التي تؤثر على الفرد و نشاطاته.