السلام عليكم
موضوع منقول من أحد الاخوة الدكاترة
احبتى فى الله
بالطبع جميعنا يعانى من الحياة
شاء الله أن تكن كدا وتعب
وأن يكن المستراح والدعة فيما يلى الحياة للسعداء
فلقد أورد سبحانه أنه خلق الأنسان فى كبد
ولقبت الدنيا بدار الشقاء
لذا حار العلماء
والأطباء
والباحثين والأدباء والفلاسفة
والكثيرون فى البحث عن السعادة
وعن علاجات للنفس التى تئن تحت وطأة الحياة
وما من سعيد
وظهر الطب النفسى الذى يعالج أنفجار النفس بالأنحراف عن الطبيعى نتيجة للتعرض لمصائب الحياة
وحتى الأسوياء منا
كثيرا ما تواجههم لحظات الحزن والضيق والأكتئاب
وكلنا يعانى
كلنا ذاك الرجل
ويظل البحث قائما عن علاج للضيق والهم والتعب وغيرها من مصائب الحياة
بالطبع لا أنكر ما وصل إليه الطب النفسى من تقدم أنا فخور به وسعيد
ولقد وجدنا فى الإسلام العديد من إبداعات الله ونفحاته فى الذود عن أنفس عباده المثقلة بالهموم
وثبت بالعلم تأثير ذكر الله وغيرها من روائع الإسلام
وأنا هنا
أتفاخر بما وجدت من شىء جديد جربته وأفلح فلاحا عجيبا
تعالوا أفسره لكم من البداية
من هو الطبيب النفسى
يقول المثقفون عن الطبيب النفسى أنه صديق مدفوع الأجر
أى أن الحكمة البالغة فى دوره أنه ينصت لآلامنا وحكايانا
وبالطبع لا ينكر أحد ما للفضفضة فى حد ذاتها من روعة
ولقد كتبت من قبل بعض الأوراق فى روعة أحلى عبادات الإسلام وهى المناجاة
مناجاة الواحد القهار فى جوف الليل والخلوة الدافئة
ولقد ذكرت ما فيها من روعة وشفاء للقلب الجريح والخائف والنفس المتعبة والباكية والمرعوبة
وهى بالطبع باب عظيم فى تفريج الكروب والترويح عن النفس
لكن المآساة أن الجميع لا يجيد المناجاة
والمناجاة من روعتها أكتشفت أنها تتفلت من اللاهى والعاصى
فلا تطاوع ولا تلين سوى للصالحين
لكن اللاهين فى الحياة فى فترات الشرود عن القرب من الله (وكلنا مر بتلك الفترة)
يصعب عليهم المناجاة
فنجدهم يتكاسلون فيها
أو يخجلون أحيانا من الوضوء والوقوف على باب الله بسبب ما هم فيه
وتلك أوردها ابن فيم الجوزية فى كتابه العظيم تلبيس إبليس فى غلق باب الرجاء فى قلب العاصين كذبا بالإيحاء لهم بأنهم أقل من الوقوف أمام الله
ومنهم من يقول اختليت ولم تخرج الكلمات
تحشرجت
ولم يفتح على الله بما أقول
ومنهم ومنهم
ولن أطيل فى تلك النقطة
وعبادة المناجاة فيها مباحث كثيرة من ناحية التخصص الدينى
وهى علاج رائع
لكننى لاحظت كما يعرف الجميع روعة الكتابة على الأوراق
والفضفضة بالقلم
فالورقة خير صديق يسمع دون أن يقاطع
وصفحة بيضاء تنقش عليها همومك كما تشاء
وكثير من كتب
وعاد وقرأ فتعجب مما كتبه
وقرأه وكأنه يعرف فيما كتب وبلاحظ أمورا لأول مرة يلاحظها
وهناك شىء يلفت الأنتباه
إن كان لك حبيبى
وأردت أن ترسل له رسالة
فأنه يحضر أمامك
يحضر بكل ذكرياته وصفاته وملامحه
تكتب وأنت تراه
وتستحضره
وأحيانا تشم رائحته
تكتب له وتبثه شكواك وأحتياجك له
فتستشعر وجوده
بل تتخيل وقع كلماتك عليه
وكيف سيقرأها
لذا فكرت فى أن أطلب من المتعبين فى حياتنا وهو كثر
كل من يشتكى الوحدة والضيق والظلم
أو يعانى من اليأس أو الأكتئاب أو الخوف
أن يكتب رسالة إلى الله
نعم
رسالة إلى الله
رسالة إلى الحبيب الأعلى
إلى أقرب من يناجى فيسمع
وأحن من يسأل فيمنح
ولقد طلبت بالفعل من بعضهم أن يكتب رسالة إلى الله فى المساء
ولقد جائتنى الرسائل لأقرئها رهيبة
جمدت الدماء فى عروقى
رأيت فيها إبداع وروائع تستحق ان تنشر على العالمين ليتذوفوا معنى الله
وأنه بالفطرة فى القلوب مهما انحرفنا عن المسار
ولولا ان فيها أسرارهم والله ما توانيت عن نشرها على الجميع للإفادة وما حبستها على نفسى
منهم من بدأ
ياالله
ياربى
أنا قذر
أعرف
أنا نجس
أعرف
لكنى سمعت فى خطبة انك أرحم بى من ابى وأمى
وسمعت من فلان أنك مفرج الهموم
أعرف اننى لا أستحق
لكننى من لى سواء
أين أذهب
وأنساب فى كلماته التى نالت من دموعى
وأخر أحبتى
كان فتاة
كتبت باللهجة العامية
قالت
عارف يا رب
لما كنت ساعتها واقفة فى الشارع مع سماح
والله يارب ما كان قصدى اعمل كده
وأنساقت الفتاة
وكأنها تحادث أحب الأحبة
بفطرة وبساطة غريبة انسابت فى الكلمات لله
وكأنها من أعلم علماء الأرض الذين يدركون معنى الله وأنه سميع بصير مجيب
--------------------------------------------------------------------------------
سبحان الله
لن أطيل عليكم فى الأمثلة
لكننى مع تلك الرسائل
لم يأتينى أحدهم وأعطانى الرسالة ولم يقسم لى أنه استراح راحة غريبة بعد كتابتها
فطلبت منهم أن يقرؤوها فى الليلة التالية
ويقرؤوها فى الليلة الثالثة
ويعدلون فيها ما يشاؤون
ثم طلبت منهم فى النهاية أن يلقوا بالقلم والوريقات
ويناجوا الله بما اتى فى الرسالة بعد الأفتتاح بركعتين
ويحادثوه بالقلب والفم فى خلوة ليلية
والحمد لله قد كان
وها انا أعرضها عليكم
لمن يعانى
لمن أراد التنفيث
لمن أراد الفضفضة
لمن أراد الفرج
لمن أراد حبيبا يسمعه وقادر على العطاء والتفريج
لوذوا بالله
اغتسلوا فى مساء تختاروه
وصلوا ركعتين أن شأتم
وافردوا اوراقكم على المنضدة
وأكتبوا رسالتكم إلى الله
وأحكوا معه كل ما لا يمكن ان يقال لغيره
وهو الأعلم بالسر وأخفى
قولوا
واحكوا
وفضفضوا
وانطلقوا
وجربوا ما ستقفون عليه من راحة ورؤية للأشياء
ثم ترجموا الرسالة فى المناجاة فيما بعد
ثم أغلقوا باب الحجرة
واذهبوا للفراش
أستقلوا فى استرخاء
وناموا فى وداعة
واثقين من أن الفرج أت مع نور الصباح
فهو اكرم من رد سائل ضاقت به الدنيا فلاذ به
وهو يجيب المضطر إذا دعاه ولو كان كافرا
فما بالك بك أنت يا مسلم لكن أخذتك الدنيا قليلا
وقدم بين يديك مهما كانت ذنوبك أنك تحبه
وأنك تعبده هو
قل له انا مسلم
لا أعبد غيرك
وهذا حسبى
وهذا قربتى
وإليك خطابى
فتقبل يا حبيبى
وأجرنى يا حنان يا منان
ومن أفلح معه الأمر وأستشعر الخير
فبالله لا ينسانى بدعوة
والله المستعان
ومنتظر لأى استفسار إن أتى فى كلماتى ما فيه لبس
ارجو ان اكون افدتكم بهذا النقل وفقكم الله وادعوا لي